قصه قصيره
كان يبعث بالكلام من خلال عينيه
عندما جلس الطفل أمامي في الحافلة عند عودتي من
يوم شاق من العمل المجهد حيث حملت معي ما يكفي من إجهاد لبنيتي ولأفكاري التي تغير
ترتيبها عما كنت اطمح له أن تسير به. لاحظت إن الابتسامة تعتلي وجه الطفل وهو يرفع
خديه نحوي عندها رميت من النافذة أغلب أثقالي التي كانت تنتظر في طابور طويل كي
تنال ما تستطيع مني . أخذت اهمس للطفل بعد أن دنوت إلى وجهه بهدوء وقلت له
هل احكي لك قصة قصيرة إلى حين مثوى
الحافلة الأخير ؟
. بعدها سادني السكوت وسيطر علي
الترقب وبقيت اعبر بوجهي بعلامات الانتظار لسماع رده لكني فوجئت بأن يأتيني الرد
من فتاة تستقل المقعد المجاور للطفل
•-
( نعم افرغ دلوك قص قصتك فأنا راغبة بسماعها )
قلت بعد أن هاجمتني الحيرة عن تصرف
تلك الفتاة وملئ أعلى رأسي بعلامات التعجب !!
•-
آسف فأنا أبعث بحروفي إلى الطفل
•-
فقالت أنه ليس لديه الاستعداد ليجهد نفسه بسماعك أنت . أفضل لك أن ترويها لي فأنا
سأفهم ما تروي أكثر منه .
لم آبه لحديثها خوفا على ضياع الموقف
وتمتعي به وعدت بعيني إلى الطفل و أسردت عليه ما رويته سابقا لكنه لم يأبه
واعدت عليه الكلام بصوت أعلى جاءني الرد مرة أخرى من الفتاة
•-
اروها لي أنا أنتظر .
•-
قلت لا أظنه يهوى القصص
•-
قالت لا بل يهواها لكنه فقط يرى شفاهك ولا يعرف ما يفيض من بينهما وأنا
معلمة الإشارة فأتمنى أن تحكي قصتك لي لآني سأرويها له بلغة الإشارة .